الاثنين، 5 مايو 2014

الصمم وضعف السمع

الحقائق الرئيسية

360 مليون شخص في العالم يعانون من فقدان السمع.
يمكن أن تؤدي الأمراض المعدية، مثل التهاب السحايا والحصبة والنكاف والعداوى المزمنة التي تصيب الأذن، إلى الإصابة بضعف السمع. ومن الأسباب الشائعة الأخرى التعرّض للصخب وإصابات الأذن والتقدّم في السنّ واستخدام الأدوية السامّة للأذن.
يمكن توقّي نصف حالات الصمم وضعف السمع عن طريق الوقاية والتشخيص المبكّر للحالات وتدبيرها العلاجي.
لا تسدّ كميات المعينات السمعية المُنتجة حالياً سوى أقلّ من 10% من الاحتياجات العالمية.

أنواع ضعف السمع
يفيد الصمم فقدان القدرة على السمع من إحدى الأذنين أو كلتيهما بشكل تام. أمّا فقدان السمع فيفيد فقدان القدرة على السمع من إحدى الأذنين أو كلتيهما بشكل تام أو جزئي.
ينقسم ضعف السمع إلى نوعين يُعرّفان حسب موضع الأذن الذي تحدث فيه المشكلة: أ) ضعف السمع التوصيلي، وهو مشكلة تطال الأذن الخارجية أو الوسطى. ويمكن، في غالب الأحيان، علاج هذا النوع من مشاكل ضعف السمع بالوسائل الطبية أو الجراحية. وأكثر الأمثلة على ذلك شيوعاً العدوى المزمنة التي تصيب الأذن الوسطى. ب) ضعف السمع الحسّي العصبي، وهو ضعف ينجم عادة عن مشكلة تطال الأذن الباطنة، وعطب يحدث أحياناً في العصب السمعي. ويبقى هذا النوع من مشاكل السمع بشكل مستدام ويقتضي تأهيل الأشخاص الذين يصيبهم، كتزويدهم، مثلاً، بمعينات سمعية. ومن الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى الإصابة بذلك النوع من مشاكل السمع الصخب المفرط والتشيّخ والأمراض المعدية، مثل التهاب السحايا والحصبة والحميراء والنكاف.

الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالصمم وضعف السمع
يمكن أن يكون الصمم وراثياً: يزداد خطر إنجاب طفل أصمّ إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما أصماًّ منذ ولادته.
ومن المحتمل أن يحدث ضعف السمع أيضاً قبل الولادة أو خلالها جرّاء عدة مشكلات منها:
الولادة المبتسرة؛
ظروف تمنع الطفل أثناء الولادة من استنشاق كمية كافية من الأكسجين؛
إصابة المرأة أثناء الحمل ببعض العداوى، مثل الحميراء والزهري وغير ذلك؛
استخدام الأدوية السامة للأذن (مجموعة من الأدوية تضمّ أكثر من 130 دواءً، مثل المضاد الحيوي "جنتاميسين") أثناء الحمل بطرق غير سليمة؛
الإصابة باليرقان، الذي يمكنه إلحاق ضرر بالعصب السمعي لدى الوليد.
ويمكن أن تؤدي الأمراض المعدية، مثل التهاب السحايا والحصبة والنكاف والعداوى المزمنة التي تصيب الأذن، إلى الإصابة بضعف السمع، خصوصاً في مرحلة الطفولة، وقد يحدث ذلك أيضاً في مراحل لاحقة. ويمكن أيضاً أن يؤدي استخدام الأدوية السامة للأذن في أيّ من مراحل العمر، بما في ذلك بعض المضادات الحيوية والأدوية المضادة للملاريا، إلى إلحاق أضرار بالأذن الباطنة. كما يمكن أن تتسبّب الإصابات التي تحدث في الرأس أو الأذن في الإصابة بضعف السمع.

ويمكن أن تتسبّب الكتل الشمعية أو الأجسام الغريبة التي تسدّ قناة الأذن في الإصابة بضعف السمع في أيّ من مراحل العمر. ويمكن أن يؤدي التعرّض للصخب المفرط، بما في ذلك استخدام الآلات الصاخبة في العمل أو التعرّض للموسيقى الصاخبة أو غير ذلك من أشكال الصخب، مثل دويّ الأسلحة أو الانفجارات، إلى إلحاق أضرار بالأذن الباطنة وإضعاف القدرة السمعية. ومع التقدم في السنّ، قد يؤدي التعرّض المتواصل للصخب وغيره من العوامل إلى الإصابة بضعف السمع أو الصمم.

العبء الاجتماعي والاقتصادي الإجمالي
إنّ ضعف السمع والصمم من حالات العجز التي يمكنها فرض عبء اجتماعي واقتصادي فادح على الأفراد والأسر والمجتمعات والبلدان.

وقد يعاني الأطفال المصابون بضعف السمع من تأخّر في تطوّر ملكتي النطق والحديث والمهارات المعرفية، ممّا قد يؤدي إلى عرقلة تقدّمهم في الدراسة. وكثيراً ما يصعّب ضعف السمع على البالغين إمكانيات الحصول على عمل وأدائه والاحتفاظ به. ويعاني الأطفال والبالغون على حدّ سواء من الوصم الاجتماعي والعزلة في كثير من الأحيان جرّاء إصابتهم بضعف السمع.

والملاحظ أنّ والفئات الفقيرة هي التي تنوء بعبء أفدح جرّاء ضعف السمع، ذلك أنّها لا تقدر على تغطية تكاليف الرعاية الوقائية والروتينية اللازمة لتوقّي فقدان السمع، أو على تحمّل تكاليف المعينات السمعية التي تمكّن من تحسين أحوالهم. ويمكن أن يصعّب ضعف السمع أيضاً من إمكانية الإفلات من الفقر من خلال تعطيل التقدّم في المدرسة ومكان العمل، ووضع المرضى في عزلة اجتماعية.

كما يمكن أن تفرض التكاليف المرتبطة بتوفير التعليم الخاص وفقدان الوظائف جرّاء ضعف السمع عبئاً اقتصادياً ضخماً على البلدان.

الوقاية
تركّز الحلول المطروحة لمعالجة مشكلة ضعف السمع على الوقاية والكشف عن الحالات في مراحل مبكّرة وتدبيرها العلاجي وتأهيلها.
ويمكن توقّي حالات ضعف السمع الحسّي العصبي من خلال ما يلي:

تمنيع الأطفال ضدّ أمراض الطفولة، بما في ذلك الحصبة والتهاب السحايا والحميراء والنكاف.
تمنيع النساء اللائي بلغن سنّ الإنجاب ضدّ الحميراء قبل أن يحملن.
تحرّي حالات الزهري وبعض العداوى المعيّنة الأخرى لدى الحوامل وعلاجها.
تحسين خدمات الرعاية في الفترة التي تسبق الولادة وفترة ما حول الولادة.
تلافي استخدام الأدوية السامة للأذن إلاّ عندما يتم وصفها من قبل عامل صحي مؤهّل ورصدها لضمان إعطاء الجرعات الصحيحة.
إحالة الرضّع المشتبه في إصابتهم باليرقان إلى المرافق المتخصّصة لأغراض التشخيص والعلاج المحتمل.
الحدّ من التعرّض (في أماكن العمل والترفيه) للصخب المفرط باستخدام المعدات الشخصية لحماية السمع، ومكافحة الصخب.
ويمكن توقي حالات ضعف السمع التوصيلي من خلال الكشف عنها في المراحل المبكّرة والقيام، بعد ذلك، بالتدخلات الطبية أو الجراحية المناسبة لعلاجها.

والكشف عن حالات ضعف السمع لدى الرضّع وصغار الأطفال في مراحل مبكّرة والقيام بالتدخلات الواجبة لعلاجها من الأمور التي تسهم في توقّي مشاكل النطق والحديث ومصاعب التطوّر التعليمي.

كما أنّ إتاحة المزيد من المعينات السمعية المناسبة بأسعار معقولة وتعزيز خدمات المتابعة من التدابير التي تخدم مصالح الكثير من المصابين بضعف السمع.

الأنشطة التي تضطلع بها منظمة الصحة العالمية
تساعد منظمة الصحة العالمية للوقاية البلدان على الحدّ من حالات الصمم وضعف السمع التي يمكن توقيها وعلى التخلّص منها في آخر المطاف من خلال تدابير وقائية وتأهيلية منها:

تشكيل قاعدة بيانات عالمية بشأن الصمم وضعف السمع من أجل تبيان حجم المشكلة وتكاليفها والمساعدة على مقارنة مردودية التدخلات؛
تدريب مقدمي خدمات الرعاية الصحية الأوّلية على تقديم خدمات الرعاية الخاصة بالأذن والسمع؛
وضع دلائل إرشادية لمكافحة أهمّ الأسباب التي يمكن توقيها من ضمن الأسباب المؤدية إلى ضعف السمع، ونشر تلك الدلائل؛
إقامة شراكات من أجل توفير المعينات السمعية والخدمات بأسعار ميسورة للأشخاص الذي هم في حاجة إليها؛
إذكاء الوعي بمستوى ضعف السمع والتكاليف ذات الصلة وبإمكانيات الوقاية؛
تشجيع البلدان على إنشاء برامج وطنية في مجال الوقاية.

هناك 3 تعليقات: