الثلاثاء، 6 مايو 2014

اسرة الطفل المعاق سمعيا


اسرة الطفل المعاق سمعيا 

تأثير الإعاقة على الأسرة :

أ-ردود الأفعال :
من المتفق عليه أن الأسرةمنظومة تتكون من التفاعل الدينامي بين الآباء والأمهات والأولاد بهدف تحقيق أهداف معينة، ويترتب على ذلك أن ما يؤثر على أي فرد فيها يؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على كل فرد آخر فيها .
وقد ذهب بعض الباحثين(شاكر قنديل،2000،فوقية راضي،2000)إلى أن هناك تأثيرا خاصا وعميقا لوجود طفل معاق على علاقات الأسرة وأن ذلك غالبا ما يمثل صدمة قوية لطموحات الآباء ويؤدي إلى تعديلات عميقة في توقعاتهم0كمايؤكد جمال فايد(2000)على أن "أعاقة الطفل الأصم هى إعاقة لأسرته أيضا مهما كانت درجة الإعاقة ونوعها .
ورغم أن ردود أفعال واستجابات الوالدين لميلاد طفل معوق تختلف باختلاف الأساليب السيكولوجية الدفاعية ، والاختلافات في بناء الشخصية وعوامل أخرى، إلا أن تراث البحث في مجال التربية الخاصة يشير إلى جملة من ردود الأفعال التي تصدر عند اكتشاف الإعاقة ومنها :
1- الصدمة shock
وهي أمر طبيعي إلا أن درجة الصدمة ومداها يعتمدان على درجة الإعاقة وطبيعتها ووقت اكتشافها .
2- الإنكار denial
وهو حيلة دفاعية عند المواقف الصعبة فيميل الفرد إلى إنكار ما هو غير مرغوب أو متوقع ومؤلم وليس أكثر إيلاما من موقف يتعلق بالأبناء الامتداد الطبيعي للفرد .
3- الأسى والحزن grief
ولعله الأسى والحزن على حرمان الطفل من كثير من الإشباعات والحاجات الناجمة عن إعاقته .
4- الغضب anger
وهي مشاعر قد تبدو طبيعية في ظل الإحباطات التي تتعرض لها الأسرة نتيجة الإعاقة ، وقد يتم التعبير عنها بالشكوى ، كما قد يتم إسقاطها إلى مصادر أخرى كالطبيب والأخصائي والمدرس
5- الشعور بالذنب guilt
وهي مشاعر قد تسود في ظل ثقافة يرى البعض أن الإعاقة عقاب من الله ، أو الإحساس بالتقصير أوالشعور بالمسئولية السببية عن الإعاقةسواء بالوراثة أو تناول أدوية أثناء الحمل،وقد يلعب الشعور بالذنب دورا تكيفياحين يتيح للوالدين مراجعة وتقييم معتقداتهما أو إعادة تقييم مدى مسؤولياتهما عن الأحداث الحياتية المختلفة.
6- الخجل والخوف fear& same
ففي ظل ثقافة يعتقد البعض فيها أن إعاقة الطفل هي عقاب على خطيئة قد يحاول الوالدان تجنب مخالطة الناس أو عزل الطفل المعوق خجلا أو خوفا من ردود أفعال الآخرين .
7- الاكتئاب depression
ويعني هنا الغضب الموجه نحو الذات ويحدث ربما حين يشعر الآباء بالعجز أو أنهم كان يمكنهم عمل الكثير للوقاية من الإعاقة لذا فإن غضبهم من أنفسهم لأنهم لم يفعلوا كل ما باستطاعتهم .
8- القلق anxietyوهو ناجم عن المسؤوليات الجسيمة والضغوط الهائلة والاحتياجات الخاصة المترتبة على إعاقة الطفل السمعية.
9- القبول acceptance
ولا يجد الوالدان في نهاية المطاف مفرا من قبول طفلهما كما هو ، وقد لا يصل الوالدان لهذا المستوى إلا بعد فترات صعبة ومعاناة قاسية .
(جمال لخطيب ، ومنى الحديدي(1998)،فتحي عبد الرحيم ، حلمي بشاي(1997)،
Pamela Knight & Ruth Swanwick , 1999)

وفيما يلي بعضا من ردود الأفعال المأخوذة من المقابلات الشخصية ومن الخبرات المكتوبة للوالدين عندما يكتشفون صمم أبنهم والتي ذكرت فيPamela Knight & Ruth Swanwick , 1999
1- عندما اكتشفت أن ولدي أصم بكيت ، لم استطع أن أصدق ، غضبت ، شعرت بالتيه ، ولم أعرف بمن ولمن ألجأ؟
2- استغرقت وقتا وأنا منهمكة في البكاء من أجل ما ضاع مني . ولم افهم أو أعِ مشكلة ابنتي ؟!
ـ ويصف والد عبد الرحمن ـ الذي يعاني فقدا شديدا بالسمع ـ شعوره حين علم بإعاقة ابنه بقوله " كانت النتيجة طعنة نجلاء في القلب ، طبعا دائما وأبدا حسبنا الله ونعم الوكيل ، إنا لله وإنا إليه راجعون . انقلبت حياتنا رأسا على عقب ، بدون خبرات سابقة وبدون معرفة  أين نذهب وماذا نفعل؟  البداية كانت دموع وآلام وهموم .
ـ كما تكتب السها وهي أم لطفلين معوقين " مررت بأيام لم تطلع لها شمس ، عافت نفسي النوم والطعام ، ولكن ما الفائدة؟؟ لابد أن تستمر الحياة وأنهض من جديد لأواصل من جديد .

* إن وجود طفل معوق في محيط الأسرة يمثل ضغطا كبيرا على الوالدين وقدرتهما على التكيف مع هذا الوضع ، إلا أن الكثيرين من الآباء والأمهات ينجحون في مسايرة هذا الضغط بطرق بناءة ومثمرة ، مثل هؤلاء الآباء والأمهات يتقبلون الواقع بالنسبة لحالة الطفل الحقيقية ، ويواجهون التحديات الناتجة عن ذلك بطرق تؤدي إلى مساعدة الطفل الحقيقية .

وفي دراسة منى الحديدي ، جمال الخطيب (1996) لمعرفة أثر إعاقة الطفل على أسرته وعلاقة ذلك ببعض المتغيرات في البيئة الأردنية .بينت النتائج أن ما يزيد على 50% من الآباء والأمهات أفادوا بأن إعاقة أطفالهم تترك تأثيرا كبيرا أو كبيرا جدا على صعيد 13 فقرة من أصل 51 فقرة يتكون منها مقياس التقييم الشامل للأداء الأسري الذي وضعه مكلندن Mclinden بعد التحقق من صدق الصورة المعربة وثباتها .
وكان ترتيب الأبعاد المكونة للمقياس حسب أهميتها بالنسبة للآباء /الأمهات على النحو التالي :
العلاقات بين الأخوة ، قبول الإعاقة ، التعايش مع الصعوبات الناجمة عن الإعاقة ، أما بعدا ضغط الوقت والوضع العام للوالدين فلم يكن لهما تأثير كبير على الآباء / الأمهات 00 كما بينت النتائج أن متغيري العمر الزمني للطفل والمستوى الاقتصادي للأسرة لم يكن لهما أثر ذو دلالة على استجابات الآباء والأمهات .



هناك 3 تعليقات: